الهجرة بين الماضي والحاضر
عناصر النفور والانجذاب
.
ان الدوافع الحالية للهجرة المتصاعدة هي تعاظم التفاوت الاجتماعي والاقتصادي بين شمال وجنوب العالم، والافتقار لمنظور واضح في تنشئة الشباب للعمل، والكوارث الطبيعية و البيئية، واختلال التوازن السكاني بين القارات، والحروب و الاضطهاد السياسي والعرقي والديني والارهاب وانتهاك حقوق الانسان.و
ان عوامل الانجذاب للهجرة ليست بالأقل تأثيراً من عوامل النفور من البلد، فهي تَخَلَّق في الانسان الرغبة بالهجرة: فان الانفتاح على العالم الغربي ومستواه المعيشي من خلال الشبكة العنكبوتية، والبحث عن الأمن والحريّة، حث المهاجرين لمواطنيهم على الهجرة وشبكات التهريب كلها عوامل جذب يقع تحتها الانسان.و
أوجه، قصص، وأمنيات
.
الهجرة تتكون من تتابع اعداد وإحصائيات مختلفة، لكن أوجه وقصص وأمنيات المهاجرين هم الخطوط الاساسية لرسم معالم الهجرة وشرح جوهرها وكشف الماسي المعاصرة للبشرية . في عصر العولمة، يحاول الاقتصاد اختراق خصوصيات كل البلدان: ان قوى الاقتصاد، حرة من اي رابط ببلدان العالم فهم يتصرفون بصورة ذاتية.و
في النظام الاقتصادي الحالي لا يمكن ان نميز او نرى اي هيمنة للعدالة والديمقراطية والمقاسمة العادلة للخيرات. وفي شيوع هذه هذا النوع من الثقافة في العالم التي تضع في المركز مفهوم الفائدة وقانون السوق يخلق المجال لترسيخ بعض الايديولوجيات الاستبدادية ذو الجذور الدينية والعرقية.و
…مِن اجل عبور الحدود
.
ان عدم الاستقرار و الصراع المنتج من قبل العولمة في كل أنحاء العالم يخلقان في الشعوب المحلية مخاوف من المهاجرين، ويدفعون الحكومات الى نص قوانين هجرة تقييدية وانتقائية. فغدت الهجرة الغير شرعية ضاهرة منظمة في كل أنحاء العالم، مستغلة من قبل منظمات الاتجار بالبشر الاجرامية، ودافع الأجر في هذه الضاهرة هو المهاجر الذي يدفع ثمنا غاليا فيصل احيانا الى ثمن الحياة ذاتها. وأكثر وحشية ولا إنسانية هو الاستغلال الجنسي واستغلال العمل ولآلاف من النساء والأطفال و الرجال في ضروف تجتمع فيها كل أركان العبودية.و
سفينة واحدة
.
ان هذه الحركة البشرية تخص الكل : مهاجرين ومواطنين فهم يشكلون حجر أساس التبعية المتبادلة المتزايدة بين الدول. ان حركات الهجرة هذه تجعل من العالم كسفينة واحدة ، حيث مصير الفرد يرتبط دائما بمصير الجماعة.و
ان نوايا الطوباوي جوفاني سكالابريني تبقى حالية وحاضرة حتى وقتنا هذا, وتدفع العائلة السكلبرينية باستمرار للتعهد بإنشاء ارض صالحة للتعايش البناء المشترك داخل المجتمعات، من أجل مشاركة أصيلة داخل الكنيسة والترويج للعدالة والسلام في العالم.و
الهجرة بين الماضي والحاضر
.
ان الهجرة هي واقع معقد ذو عدة أوجه، من المستحيل مواجهته من خلال وجه واحد فقط . فان الهجرة هي عدسة تكبير من خلالها يفحص العالم بكل مشاكله، و ظلمه وصعاب التعايش البشري التي يمزقه كل يوم، ومثل ما يشرح البابا فرنسيس.و
.
مسارات اخرى
.
ان هجرة اليوم هي ضاهرة متعددة الأشكال، فهي تتضمن مختلف فئات الناس: من مهنين محترفين، طلاب من مختلف دول العالم، أشخاص باحثين عن حياة عملية واجتماعية أفضل، لاجئين هاربين من العنف والحروب الاضطهادات، و لاجئين بأسباب بيئية، فهناك من هو لاجئ قانوني وهناك من هو غير شرعي، فكل منهم له مصير مختلف.و
ان الانسانية تظهر منقسمة في فئتين: النخبة الجديدة التي تعلو على كل الدول مثل الفنانين والرياضيين رجال الاعمال وعلماء، الذين يستطيعون عبور كل الحدود و المكوث في اي دولة مختلف الدول، ومن ناحية اخرى هنالك الفئة الأكبر الآي تخاطر بحياتها من اجل عبور الخدود والوصول الى بلد ما والخلاص، او ربما المكوث لفترات طويلة في مساحات محدودة اي في مخيمات اللاجئيين. فإذاً حرية التنقل تعتمد على الحالة الاقتصادية للأفراد وهي ليست بالخدمة المتساوية لجميع الأفراد.و
© 2014 - المرسلات العلمانيات للأرسالية السكالابرينية
.